السبت 18-05-2024? - آخر تحديث الاثنين 15-1-2024?
تصنيف الحرس إرهابياً.. ماذا ينقص القرار؟

رأى الباحث المقيم في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين أنّه بعد تصنيف إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب ظهر الكثير من القلق المبالغ به في واشنطن وفي عواصم أوروبية. لكن العديد من مواقف التذمر تتجاهل حقيقة الحرس الثوري.

يجب تحديد نقاط ضعف الحرس وخلافاته الداخلية ثمّ تعميقها. لا يمكن أن يكون هنالك أي إصلاح رسمي طالما أنّ الحرس بقي سليماً ولن يسقط النظام طالما أنّ الحرس باق في السلطة وكتب في مجلة "واشنطن أكزامينر" الأمريكية أنّه من السخافة إعطاء أي مصداقية لفكرة أنّ أعداء الولايات المتحدة قد يردون عليها عبر تصنيف الجيش الأمريكي ككيان إرهابي. في نهاية المطاف، لدى إيران جيشان، الأول ويسمى أرتش بالفارسية وهي المرادفة لكلمة جيش، والثاني هو الحرس الثوري.

 

شاهد تكملة الخبر في الأسفل 

 


 

جديد اب برس

 

 

 

 

 


 

يعنى الجيش التقليدي بالدفاع عن الأراضي الإيرانية وهو مواز للجيوش حول العالم. لكن الحرس الثوري هو جيش أيديولوجي تم تأسيسه للدفاع عن الثورة، وهذا يعني أنّ أعداءه هم في الداخل والخارج. أفضل كيان مواز للحرس الثوري هو فرقة شوتزشتافيل "أس أس" التي أدت دوراً بارزاً ضمن الرايخ الثالث، وهي قوة نخبة مكلفة بالدفاع الأيديولوجي. قد تصر بعض الدول على تصنيف الجيش الأمريكي ككيان إرهابي، لكنّ دولاً كهذه تستحق قليلاً من الاعتبار الديبلوماسي وتستحق أقل على مستوى المساعدة الخارجية.

تصدير الثورة وقمة جبل الجليد

يحدد الدستور الإيراني والنظام التأسيسي للحرس هدف إيران ب "تصدير الثورة". سنة 2008، دار نقاش في إيران عما عنته عبارة تصدير الثورة: بناءُ مثال من القوة الناعمة يريد آخرون تقليده أو تصديرها عبر القنابل والرصاص؟ حسم المرشد الأعلى علي خامنئي الجدال بتبني الخيار الثاني.

يبرز أيضاً واقع أنّ الحرس مسؤول عن مقتل 600 أمريكي في العراق وتشويه عدد أكبر بكثير. ليس الحرس الثوري فرقة قتالية رسمية وعلنية في العراق. توصل القادة الإيرانيون أولاً إلى هدنة مع الديبلوماسيين الأمريكيين ووافقوا على إبقاء الحرس خارج العراق. خرقوا الاتفاق، وعلى عكس القلق الذي يبديه اليسار، شرعوا في انتهاك مواثيق جنيف عبر شن أعمال قتالية وهم لا يرتدون بزات عسكرية إضافة إلى أنهم كانوا يحتمون بالمدنيين.

لم يكن تورط الحرس الثوري في العراق سوى قمة جبل الجليد: بيروت 1983 وبوينس أيرس 1994 وأبراج الخبر 1996 ومخطط الاعتداء في واشنطن 2011 وبورغاس 2012 واللائحة تطول. أمّا أن يهدد القادة الإيرانيون بالرد فهو دليل على الطبيعة الإرهابية للمجموعة.

ما الذي ينقص القرار؟

تكمن واحدة من أكبر الثغرات في فهم الاستخبارات الأمريكية لإيران خلال السنوات الأربعين الماضية، في الإخفاق بتحديد الانقسامات داخل الحرس. على الرغم من الكلام الكثير، وغالباً غير دقيق أو مبالغ به، حول الإصلاحيين والمعتدلين والمتشددين والبراغماتيين والمبدئيين في السياسات الإيرانية، هنالك القليل من الكلام التفصيلي عن الانقسامات بين الفصائل داخل الحرس. ثمة توافق منتشر حول أنّ الحرس ليس متجانساً وأنّ بعض الإيرانيين ينضمون إليه من أجل الحصول على امتيازات خصوصاً بالمقارنة مع من ينضم إلى الجيش العادي، لكنّ المحللين لا يملكون فكرة جيدة جداً عن الشخصيات التي تصدق حقاً خطابات الحرس في مقابل أولئك الذين يسعون إلى إصلاح المؤسسة في مقابل أيضاً من لا يريد منها إلا المنفعة.

كي لا تحدث نتائج عكسية

المشكلة بالنسبة إلى واشنطن وأولئك الذين يعطون القيمة للحرية في إيران هي أنّه إذا أرادت الأخيرة أن تتغير فسيكون جوهرياً أن يتصدع الحرس. يتطلب ذلك تحديد نقاط ضعفه وخلافاته الداخلية ثمّ تعميقها. لا يمكن أن يكون هنالك أي إصلاح رسمي طالما أنّ الحرس بقي سليماً ولن يسقط النظام طالما أنّ الحرس باق في السلطة.

حين يأتي التغيير إلى إيران وقد يأتي قريباً جداً مع موت النخب المتقدمة في السن والموت المحتمل قريباً لخامنئي نفسه، سيكون ضرورياً كسب أولئك المنتمين للحرس الثوري من الباحثين عن المصلحة عوضاً عن التوجيهات الأيديولوجية. قد يعيق التصنيف الإرهابي الواسع الانشقاقات إذا اعتبرت السياسة الأمريكية ذنب الانتماء إلى الحرس لا يغتفر.

وأكد روبين ختاماً أنّ تصنيف الحرس قد يفرح شريحة من الجمهور الأمريكي لكن سيكون له نتائج عكسية إذا سمح أولاً للحرس بتعزيز تماسكه وثانياً بأن يكون بديلاً للمشكلة الأصعب وهي تقسيم المؤسسة وتشجيع الانشقاقات عن صفوفها.